نشرت مجموعة من خبراء من الأمم المتحدة نداءً عاجلًا أرسلته إلى السلطات السعودية في 11 مايو 2020، وعبرت فيه عن قلقها الشديد حول المضايقة القانونية والاحتجاز المطول لرجل الدين محمد الحبيب على خلفية تعبيره السلمي عن الرأي والفتى مرتجى قريريص على خلفية تهمٍ يُزعم ارتكابه إياها عندما كان عمر 10 سنوات، وصرَّح النداء أن ممارسات السلطات السعودية هذه قد ترقى إلى انتهاكاتٍ جسيمة لحقوق الإنسان، ودعاها لتقديم معلوماتٍ حول قضيتيهما، بما في ذلك الأسس القانونية لاحتجازهما، وحول ما إذا قد أجريت تحقيقاتٌ في الادعاءات بتعرضهما للتعذيب والمعاملة القاسية أم لا، وقد تلقت المجموعة ردًّا من السلطات السعودية والقسط لم تطلع عليه بعد.
ترحّب القسط بهذا النداء الذي أرسلته ثمان كيانات مُكلِفة بولايات في إطار الإجراءات الخاصة للأمم المتحدة، ويشرح النداء القضيتين، فيفيد بِأنَّ محمد الحبيب رجل دين من مدينة صفوى الواقعة شرقي المملكة، وقد اعتقلته يوم 8 يوليو 2016 لدعمه المطالب الحقوقية وانتقاده خطاب الكراهية الرسمي، وقد اقتيد إلى سجن المباحث في الدمام حيث يُزعم أنه احتُجز في الانفرادي بمعزل عن العالم الخارجي وتعرض للتعذيب والمعاملة القاسية، وقد جرت محاكمته عند المحكمة الجزائية المتخصصة في 2016، ورغم تبرئته في البداية، حكم عليه لاحقًا في 2018 بالسجن لمدة سبع سنوات بتهمة دعوة الناس لإثارة الفتنة الطائفية، وقد أيَّدت المحكمة العليا الحكم في مارس 2020، وهو ما يزال رهن الاحتجاز في سجن المباحث بالدمام رغم ما يعاني منه من حالة صحية متردية.
وأما مرتجى قريريص، فقد احتجز في 20 سبتمبر 2014 على خلفية مشاركته في مظاهرات "الربيع العربي" في القطيف في 2011 وعمره 10 سنوات، وقد احتجز قريريص في الانفرادي في دار الملاحظة الاجتماعية في الدمام وتعرض للتعذيب وأكره على توقيع ورقة اعتراف، وحوكم عند المحكمة الجزائية المتخصصة في 2018 على تهم من ضمنها المشاركة في تنظيم إرهابي، وسعى الادعاء العام لتطبيق حكومة الإعدام عليه، وفي 2019 حكم عليه بإثني عشر سنة في السجن، وهو اليوم محتجز في سجن المباحث بالدمام، وقد عُلِّقَ استئنافه على خلفية اندلاع جائحة كوفيد-19.
في ضوء هذه المعلومات، تعبر مجموعة خبراء الأمم المتحدة عن قلقها البالغ حول محاكمة محمد الحبيب ومرتجى قريريص واحتجازهما المستمر، بما في ذلك ما ورد عن استخدام نظام مكافحة الإرهاب لتجريم حرية التعبير، واستخدام التعذيب والمعاملة القاسية لانتزاع الاعترافات، وإن تبيَّنت صحة ما وَرد من معلومات فهي تبيّن اتجاهاتٍ مقلقة يمكن أنْ ترقى إلى انتهاكاتٍ جسيمة لحقوق الإنسان، وبناءً على ذلك يدعو النداء السلطات السعودية لتقديم المعلومات حول القضيتين، بما في ذلك معلومات حول الأسس القانونية للاحتجاز، وحول ما إذا قد أجريت تحقيقاتٌ في الادعاءات بتعرضهما للتعذيب أو المعاملة القاسية أم لا، بالإضافة إلى معلوماتٍ حول صحّتيهما الجسدية والنفسانية.
ترحّب القسط بهذا النداء الذي يلفت نظر المجتمع الدولي لهذه القضتين، وتدعو القسط لزيادة الضغط على السلطات السعودية للإفراج عن محمد الحبيب ومرتجى قريريص وإسقاط التهم عنهما والتحقيق في انتهاك حقوقهما الإنسانية أثناء الاحتجاز.