عاد فريق من كبار موظفي القسط مؤخرًا من رحلة مناصرة ناجحة إلى الولايات المتّحدة، حيث ناقشوا قضايا معتقلي الرأي السعوديّين مع أعضاء الكونغرس الأمريكي، وقادوا مظاهرة خارج السفارة السعوديّة في واشنطن العاصمة، وتحدثوا في مؤتمر "السعي من أجل تحقيق الديمقراطية في السعوديّة".
من أواخر أبريل إلى منتصف مايو، زار أعضاء فريق القسط ومن بينهم لينا الهذلول (رئيسة قسم الرصد والمناصرة)، وعبدالله الجريوي (رئيس قسم الرصد والحملات)، وأميمة النجار (منسقة البرنامج)، وكذلك مؤسس وعضو مجلس أمناء القسط يحيى عسيري، واشنطن العاصمة للدفاع عن نشطاء حقوق الإنسان في السعوديّة، مع التركيز على محنة معتقلي الرأي، والتحدّث في مؤتمر السعي من أجل تحقيق الديمقراطية في السعوديّة.
وقد كان المؤتمر نتيجة جهد تنظيمي استمر لمدّة عام من قبل العديد من المنظّمات غير الحكومية، من بينها الديوان الديمقراطي شريك القسط، بناءً على "الرؤية الشعبيّة للإصلاح في المملكة العربية السعوديّة"، وهي مبادرة أطلقها نشطاء ومثقفون سعوديّون بارزون كمخطط للديمقراطيّة وحقوق الإنسان للشعب السعودي. كما وجمع المؤتمر ناشطين سعودّيين مغتربين من جميع أنحاء العالم، وضمّ متحدّثين من المنظّمات مثل عضو مجلس أمناء القسط عبدالله العودة من مركز الشرق الأوسط للديمقراطيّة في واشنطن، وجوي شيا من هيومن رايتس ووتش، وعضوة مجلس أمناء القسط فلور بومنغ من العفو الدوليّة، بالإضافة إلى شخصيّات سياسيّة بما في ذلك عضو الكونغرس الأمريكي النائب جيرالد كونولي (ديمقراطي من فرجينيا)، البارونة هيلينا كينيدي من المملكة المتحدة، والرئيس السابق لتونس منصف المرزوقي.
كما التقى ممثلو القسط بأعضاء في الكونغرس الأمريكي لمناقشة قضايا العديد من معتقلي الرأي السعوديين البارزين، بمن فيهم المدافع عن حقوق الإنسان محمد القحطاني والعامل في المجال الإنساني عبد الرحمن السدحان. وكلاهما على صلة وثيقة بالولايات المتحدة: فمحمد القحطاني حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة إنديانا، وزوجته وأطفاله الخمس يعيشون حاليًا في نيويورك؛ أمّا عبد الرحمن السدحان، فكان قبل اعتقاله مقيمًا في الولايات المتّحدة، وشقيقته أريج ووالدتهما مواطنين أمريكيين. ويقضي السدحان حاليًا عقوبة بالسجن محدّدة في 20 عامًا على خلفيّة منشوراته السلمية الساخرة على وسائل التواصل الاجتماعي، ومنذ أكتوبر 2021 حُرم من أي اتصال مع عائلته. أما محمد القحطاني فقد أنهى محكوميّته المحدّدة في 10 أعوام في نوفمبر 2022، إلا أنه لا يزال هو أيضًا مختفيًا قسريًا.
علاوة على ذلك، لعب فريق القسط دورًا بارزًا في قيادة مظاهرة خارج السفارة السعوديّة في واشنطن، دعا فيها المتظاهرون السلطات السعوديّة للإفراج عن جميع معتقلي الرأي، وإلغاء عقوبة الإعدام، ورفع حظر السفر التعسفي المفروض على المعتقلين وعائلاتهم. وقد سلّطوا الضوء على الحالات التي يقضي فيها السجناء عقوبات طويلة على خلفيّة جرائم تتعلّق بحريّة التعبير، بما في ذلك أسامة خالد (32 عامًا)، وسلمى الشهاب (27 عامًا)، ووليد أبو الخير (15 عامًا)، ومناهل العتيبي (11 عامًا)، وحثّوا السلطات السعودية على وجه الخصوص على إلغاء عقوبة الإعدام لأولئك الذين يرتكبون جرائم عندما تقل أعمارهم عن 18 عامًا، مثل عبدالله الدرازي. كما دعا المتظاهرون المجتمع الدولي إلى عدم ترحيل النشطاء إلى السعوديّة بعد أن طلبوا اللجوء في الخارج، كما في حالة عبد الرحمن الخالدي الذي يواجه حاليًّا الترحيل من بلغاريا رغم خوفه من التعذيب في حال إعادته إلى السعوديّة.