تاريخ النشر: 18/03/2023

أدى تنظيم سباق الجائزة الكبرى للفورمولا 1 في السعودية نهاية هذا الأسبوع (17-19 مارس) وسط تصاعد حدة القمع، إلى تجدد المخاوف إزاء مساعي المملكة لتلميع سجلها السيء في مجال حقوق الإنسان عن طريق الرياضة أو ما يُسمى "الغسيل الرياضي"، والانتقادات المتعلقة بالإخفاق الواضح للرياضة في ممارسة أي تأثير إيجابي.

ويُعد سباق جائزة السعودية الكبرى هذا العام ثالث سباق للفورمولا 1 في المملكة بعد حفله الافتتاحي في عام 2021. ومن المُزمع تنظيمه في مدينة جدة من يوم الجمعة 17 إلى غاية يوم الأحد 19 مارس كجزءٍ من صفقة مربحة لمدة 15 عاما. ودافع ستيفانو دومينيكالي، المدير التنفيذي للفورمولا 1، مرارا وتكرارا عن تنظيم السباق في السعودية، مشددا على أنه قد يكون عاملا لتحقيق "تغيير إيجابي". ومع ذلك، قلل من مصداقية هذا الادعاء القمع المستمر والمكثف في السعودية التي شهدت انتكاسة جديدة في عام 2022 مع صدور سلسلة من الأحكام القاسية والصادمة بالسجن ضد نشطاء سلميين على شبكة الإنترنت، والاحتجاز المستمر لمعتقلي الرأي رغم انقضاء مدة محكوميتهم، والارتفاع الحاد في استخدام عقوبة الإعدام. وفي الآونة الأخيرة، أصدرت السلطات حكما جديدا بالسجن على الناشطة في مجال حقوق المرأة سلمى الشهاب لمدة 27 عاما على خلفية نشاطها السلمي على وسائل التواصل الاجتماعي، ونفذت حكم الإعدام بحق المواطن الأردني حسين أبو الخير، بعد محاكماتهما بالغة الجور.

وبدل أن تؤثر استضافة الأحداث الرياضية والترفيهية المرموقة تأثيرا إيجابيا على الوضع، فإنها تشكل جزءا من استراتيجية العلاقات العامة المكثفة التي تتبعها السعودية لصرف الانتباه عن انتهاكات حقوق الإنسان الفظيعة التي ترتكبها، وذلك في إطار عملية تُعرف باسم «الغسيل الرياضي». واتبعت هذه السياسةَ أيضا جهاتٌ فاعلةٌ قمعيةٌ أخرى في المنطقة بما في ذلك السلطات في البحرين التي استضافت سباق الجائزة الكبرى لعدة سنوات دون أن يتحقق أي تحسّنٍ على مستوى القمع المتواصل الذي تشهده البلاد. وأثناء تنظيم سباق جائزة البحرين الكبرى الأخير في وقت سابق من هذا الشهر، اعتُقل أربعة أشخاص على إثر احتجاجهم السلمي على وجود الفورمولا 1 هناك. 

وعلّق دومينيكالي في الآونة الأخيرة قائلا إن إدارة الفورمولا 1 ستنهي عقودها مع البلدان التي تجاهلت مسائل حقوق الإنسان، وراسلته منظمات غير حكومية بما فيها القسط ودعت إلى أن تكشف إدارة الفورمولا 1 عن المعايير التي تعتمدها لاتخاذ قرار سحب امتيازات الاستضافة. وقد أصدرت إدارة الفورمولا 1 في وقت سابق "بيان الالتزام باحترام حقوق الإنسان"، ودعا أعضاء برلمانيون بريطانيون مؤخرا إدارة الفورمولا 1 والهيئة الإدارية لرياضة السيارات، أي الاتحاد الدولي للسيارات، إلى إجراء تحقيق مستقل لتقييم «مدى ملاءمة وفعالية» سياستهما المتعلقة بحقوق الإنسان. 

وانتقد أيضا العديد من الشخصيات البارزة بمن فيها سائق الفورمولا 1 لويس هاميلتون وجود سباق الفورمولا 1 في السعودية. وأعرب هاميلتون في وقت سابق عن مخاوفه إزاء إجراء السباق هناك، ورفض مؤخرا الادعاءات المتعلقة بتأثير سباق الفورمولا 1 الإيجابي. وتحث القسط المشاركين الآخرين على الإفصاح عن آرائهم بشأن حقوق الإنسان وإثارة أية مخاوف مطروحة علانية.

وعلقت رئيسة قسم الرصد والمناصرة في القسط لينا الهذلول قائلة: "إن ادعاء إدارة الفورمولا 1 بأن للسباق تأثير إيجابي في بلدان مثل السعودية، دون اتخاذ موقف أقوى بشأن حقوق الإنسان، تفنّده بالكامل الأدلة على أرض الواقع، حيث نرى باستمرار انتهاكات متزايدة. لقد حان الوقت لتعيد إدارة الفورمولا 1 تقييم مشاركتها علانية، بدءًا بالكشف عن المعايير التي تعتمدها لإنهاء العقود المُبرمة مع الحكام القمعيين".

مشاركة المقال
هجوم جديد على حريّة التعبير والفكر والمعتقد إذ تحاكم السلطات السعوديّة مشجّعي كرة القدم بسبب الهتافات
نحن، المنظّمات الموقّعة أدناه، ندين اعتقال أنصار نادي الصفا لكرة القدم ومحاكمتهم بموجب نظام مكافحة الجرائم المعلوماتيّة في السعوديّة على خلفيّة هتافاتهم في مباراة حديثة، والتي اعتبرتها السلطات "طائفيّة"
القسط وشركاؤها يدلون ببيان شفوي في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن انتهاكات السلطات السعودية
أدلت القسط ومنَا لحقوق الإنسان ومؤسسة رايت لايفليهود بيان شفوي مشترك، أثناء الدورة الخامسة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
يجب على بلغاريا الامتناع عن ترحيل الناشط السعودي عبد الرحمن الخالدي والإفراج عنه فورًا
نحن، منظّمات المجتمع المدني الموقّعة أدناه، نشعر بقلق عميق إزاء قضيّة الناشط السعودي عبد الرحمن الخالدي، المحتجز حاليًا في بلغاريا والمعرّض لخطر الترحيل الوشيك إلى السعوديّة.