تاريخ النشر: 02/02/2019

English             Español                Deutsche                Française               عربي

 في فبراير 2019، تطلق القسط حملة عالمية للتضامن مع نشطاء السعودية، وخاصة الناشطات اللاتي تعرضن للتعذيب، وذلك بعد حملة اعتقالات شنتها السلطات السعودية في 15 مايو 2018، طالت المدافعات والمدافعين عن حقوق الإنسان.

لم تكن هذه الحملة الأولى من نوعها ضد نشطاء حقوق الإنسان، لكنها فاقت سابقاتها في وحشيتها ومداها.

كانت هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها السلطات الناشطات استهدافًا جماعيًّا، حيث قامت بمداهمات على مساكن لجين الهذلول وعزيزة اليوسف وإيمان النفجان في ليلةٍ واحدة، وتلت تلك الحملة اعتقالاتٌ أخرى بفتراتٍ متراوحة، حيث قامت السلطات باعتقال هتون الفاسي وأمل الحربي ونوف عبد العزيز وميّاء الزهراني ونسيمة السادة وسمر بدوي، بطرقٍ مشابهة. كانت هؤلاء الناشطات لسنواتٍ عديدة رائداتٍ في حركة حقوق المرأة في السعودية، فقد اعتُقلتْ لجين الهذلول في 2014 أثناء محاولتها دخول السعودية من الإمارات وهي تقود سيارتها، واعتُقلتْ إيمان النفجان في 2013 لقيادتها السيارة في الرياض، وكانت عزيزة اليوسف أحد أبرز الناشطات في حملة إلغاء قوانين الولاية على المرأة، وأما هتون الفاسي فكانت من أبرز المطالِبات بمنح المرأة الحق في التصويت في الانتخابات البلدية.

رغم مساهمة هؤلاء الناشطات في حملة قيادة المرأة، فقد تم اعتقالهن قبل فترة بسيطة من رفع المنع عن القيادة الذي تم بتاريخ 24 يونيو، وما تزلن رهن الاعتقال.

ظل مصير الناشطات مجهولًا لأشهر عدة بعد اعتقالهن، وفي نوفمبر 2018، وردت تقاريرٌ تفيد بتعرض الناشطات للتعذيب والتحرش ولغيرها من أشكال سوء المعاملة أثناء التحقيق منذ اعتقالهن في مايو. ضُرِبت النساء على أرجلهن (بطريقة الفلكة) وتعرضن للجلد وللصعقات الكهربائية، بينما تحمل ثلاثة منهن علامات واضحة على التعذيب الشديد وكدمات حول العينين، وتعانين من الرجفة وخسران الوزن.

تعرض عددٌ منهن للتحرش الجنسي باللمس في أماكن حساسة، بالتعرية، وبالتصوير وهي عارية، وتعرضت واحدة منهن على الأقل للتعذيب النفساني إذ قيل لها كذِبًا إن أحد أفراد عائلتها قد توفي، وسُئلَت إحداهن سخريةً، "من سيحميك الآن؟"، و"أين هم المدافعون عن حقوق الإنسان ليساعدوك؟" التضامن مع نشطاء السعودية رأت اثنتان من المعتقلات سعود القحطاني في غرف التعذيب.

سعود القحطاني هو مستشار مقرَّب لولي العهد محمد بن سلمان وأحد المتورطين في قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

ورد أن القحطاني هدّد إحدى المعتقلات أثناء تعذيبها تهديدًا يشابه ما يُعتقَد أنه جرى لجمال خاشقجي: "سأفعل بكِ ما أشاء، وبعدها سأحلل جثتك وأذيبها في المرحاض".

لا يمكن للسلطات السعودية أن تفعل ما تشاء في ضوء هذه التقارير المروعة، تعتقد القسط أنَّ المدافعات والمدافعين عن حقوق الإنسان بحاجة إلى عوننا وتضامننا. يجب على السلطات السعودية أن تطلق سراح الناشطات مباشرةً ودون شروط، وأن تفرج أيضًا عن غيرهن من نشطاء حقوق الإنسان والمعتقلين لتعبيرهم السلمي عن آرائهم. يجب على السلطات السعودية أن تسمح بتحقيقٍ فعّال، مستقل، ومستعجل في الادعاءات المشيرة إلى تعرّض الناشطات للتعذيب.

إن أردنا أن يتم الإفراج عن هؤلاء الناشطات وكافة معتقلي ومعتقلات الرأي، فذلك يستلزم منا جميعًا المزيد من الضغط على السلطات السعودية حتى يتحقق ذلك. للمشاركة في هذه الجهود، انضم إلى هذه الحملة بمشاركة صورة أو فيديو أو تصريح تضامني بالهاشتاق:

StandWithSaudiHeroes#

 

مشاركة المقال
المجتمع المدني يُطالب باتخاذ الإجراءات اللازمة قبيل انعقاد منتدى حوكمة الإنترنت
منظمات حقوق الإنسان المُوقّعة أدناه، نحثّ حكومة المملكة العربية السعودي على إطلاق سراح جميع المعتقلين الذين اعتقلتهم السلطات السعودية بسبب تعبيرهم عن آرائهم على الإنترنت قبل انعقاد منتدى حوكمة الإنترنت 2024 (IG
منح السعوديّة حقوق إستضافة كأس العالم 2034 يعرّض حياة الناس للخطر ويكشف عن التزامات الفيفا الفارغة في مجال حقوق الإنسان
إن تأكيد السعوديّة اليوم على استضافة كأس العالم للرجال 2034، على الرغم من المخاطر المعروفة والشديدة التي تهدّد السكّان المقيمين والعمّال المهاجرين والمشّجعين الزائرين على حد سواء، يمثل لحظة خطر كبير.
ملف الترشح السعودي لكأس العالم 2034 يترك خطرًا مباشرًا مفتوحًا لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان –إحاطة إعلامية جديدة من القسط
إنّ محاولات السعوديّة لاستضافة كأس العالم 2034 لكرة القدم للرجال لا ترقى إلى الحد الأدنى من معايير حقوق الإنسان الخاصة بالإتحاد الدولي لكرة القدم، وتترك المجال مفتوحًا على مصراعيه لخطر حدوث الانتهاكات.