وردت للقسط من مصادرها داخل السجون السعودية رسالة خطية من سجين الرأي خالد بن سليمان العمير المعتقل منذ نهاية يونيو 2018.
وسرب خالد العمير رسالة نصية كتبها على قطعة منديل عبر فيها عن احتجاجه على بقائه في السجن دون وجود تهم ضده، وطالب أيضا بزيارة عاجلة من قبل ممثل لمجلس حقوق الإنسان في جنيف التابع للأمم المتحدة، ودعى فيها جميع معتقلي الرأي للانضمام للاضراب لعدم وجود أية آلية عادلة تمكن معتقلي الرأي من استرداد حقوقهم وحريتهم، وهذه ليست المرة الأولى التي يسجن فيها العمير تعسفيا ويدخل فيها إضرابا عن الطعام، فقد دخل العمير إضرابا عن الطعام في 6 أكتوبر 2016 بعد أن أنهى حكمًا جائرا ضده بالسجن لثمانية أعوام إلا أن السلطات لم تفرج عنه بعد انتهاء الأعوام الثمانية، واستمر في إضرابه حتى صدر أمر الإفراج عنه حينها، إلا أن السلطات عاودت اعتقاله دون تهم بسبب رفعه شكوى ضد من قاموا بتعذيبه في السجون. وكان الناشط الحقوقي البارز وليد أبو الخير قد دخل إضرابًا عن الطعام منذ 27 من نوفمبر كما ورد للقسط، وذلك بسبب نقله للحراسات المشددة وتعريضه للتعذيب مما تسبب له بتردي في حالته الصحية، حتى قامت السلطات بإعادته لسجنه في العاشر من ديسمبر ليكسر اضرابه بعد إضراب دام أربعة عشر يومًا.
وفي 11 ديسمبر داهمت السلطات مجددا سجن وليد أبو الخير و المدون رائف بدوي وقامت باقتيادهما إلى مبنى الحراسات المشددة مقيدي الأيدي والأقدام، ليعود أبو الخير لاضرابه من جديد ومعه بدوي واللذان استمر إضرابهما حتى اليوم.
إن اضراب النشطاء الثلاثة العمير وأبوالخير وبدوي يأتي في حين تتحدث السلطات السعودية عن نيتها الجادة في تحسين ملف حقوق الإنسان استعدادا لاستقبال سباقات رالي داكار، وقمة العشرين، ومسابقة القولف النسائية، إلا أن هذه الوعود لم تتجاوز الاجتماعات السياسية ووسائل الإعلام، أما على الأرض فقد استمر الاعتقال التعسفي، والتعذيب، وعقوبة الإعدام، وغيرها من الانتهاكات الفظيعة. كما تذكر القسط بأن السلطات لازالت تقوم بتعذيب عدد من النشطاء والناشطات في السجون السعودية، سواء في أقبية تعذيب داخل منازل مجهزة لذلك وبعيدة عن السجون الرسمية، أو في داخل السجون نفسها، ولا زالت أخبار عدد من معتقلي الرأي غير معروفة وخاصة محمد البجادي وياسر العياف وعلي حمزة العمري، وهناك أنباء عن نقل الناشط عيسى النخيفي للحراسات المشددة في سجن الحائر بالرياض وتعرضه للتعذيب الشديد مع آخرين، ولازالت تحتجز عدد من المغردين والمغردات الغير مشهورين الذين لا زالوا في أقبية التعذيب المجهزة والتي تم تعذيب الناشطات الحقوقيات فيها. كما أن عددا من النشطاء المعتقلين السابقين لا زالوا يتعرضون للتضييق الشديد داخل السجون بالحبس الانفرادي لفترات ممتدة وطويلة كما يحصل مع الناشطة نسيمة السادة والناشطة لجين الهذلول.
ومع تعهدات السلطات السابقة بالتحقيق في التعذيب الوحشي والتحرش الجنسي الذي تعرض له عدد من معتقلي الرأي مثل إيمان النفجان وعبير النمنكاني وعزيزة اليوسف ولجين الهذلول وسمر بدوي ونوف عبدالعزيز الجريوي، ومياء الزهراني، وشدن العنزي، وهتون الفاسي، وميساء المانع، وعلي حمزة العمري ومحمد البجادي وياسر العياف وعايدة الغامدي، إلا أن السلطات لم تقم بأي تحقيقات حقيقية، ولم يتوقف التعذيب، ولازلن لجين الهذلول و نسيمة السادة في الحبس الانفرادي، ولا زالت نوف عبدالعزيز الجريوي ومياء الزهراني وسمر بدوي في السجن أيضا، ولا زالت القضية برمتها مفتوحة، ولم تلتزم السلطات بما وعدت به في مرات متكررة من الإفراج وإغلاق القضية وتعويض المتضررات، بل لا زالت مستمرة في الانتهاكات. القسط ترى أن السلطات السعودية مستمرة في هذه الانتهاكات التي طالت الجميع دون توقف وذلك بسبب الصمت المحلي والعالمي، ولم تبدي أي حسن نوايا بالإفراج عن معتقلي الرأي، والتحقيق في التعذيب، وتعويض الضحايا، بل استمرت الانتهاكات بشكل متصاعد، وتستخدم الأموال التي تدفعها في حملات الدعاية والإعلان للترويج للقيادة وروياتها دون أي تحسن حقيقي على الأرض، وتحاول تغطية الانتهاكات بالرياضات والفعاليات التي يدعمها عدد من رجال الأعمال والسياسيين والرياضيين حول العالم دون اعتبار لحالة حقوق الإنسان المتردية ،والمخاطر المحدقة بالمجتمع جراء هذا القمع الشديد. والقسط إذ تذكر السلطات بأن عليها احترام حرية التعبير عن الرأي، ووجوب توقف التعذيب والاعتقال التعسفي، ووجوب الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع معتقلي الرأي، لتؤكد أيضا أن على الجميع أن يتحمل مسؤولياته، وألا يشارك في تغطية هذه الانتهاكات سياسيا أو إعلاميا أو رياضيا، بل الواجب الكشف عن هذه الانتهاكات، ومقاطعة الفعاليات السعودية من أجل تشكيل ضغط حقيقي على السلطات حتى تحترم حقوق الإنسان، وتحسن ملفها الحقوقي. *خلفية حول قضية خالد العمير، وليد أبو الخير، رائف بدوي، عيسى النخيفي، وآخرين على موقع القسط