تاريخ النشر: 18/06/2021

يسلط إعدام الشاب السعودي مصطفى هاشم الدرويش في 15 يونيو 2021 الضوء على وعود السلطات السعودية الفارغة بإلغاء عقوبة الإعدام بحق القاصرين. الدرويش، من مواليد 1994، اعتقل في 2015 بتهم تتعلق باحتجاجات القطيف بالمنطقة الشرقية بالسعودية، والتي جرت أحداثها عندما كان عمره بين 17 و 19 عامًا.

عَقب اعتقال الدرويش، احتُجز في الحبس الانفرادي وتعرض للتعذيب والإهانة وأُجبر بالإكراه والتهديد على التوقيع على إقرار باعترافات لجرائم لم يرتكبها. وبعد عامين من الاحتجاز دون محاكمة في إجراء ينتهك القانون، قُدِّم للمحاكمة أمام المحكمة الجزائية المتخصصة في عام 2017 وحُكم عليه بالإعدام تعزيرًا في عام 2018 بعد محاكمة شابتها الكثير من الانتهاكات ولم تتحقق فيها شروط المحاكمات العادلة بما فيها التحقيق في إدعاءات التعذيب. وقد أيدت المحكمة العليا الحكم في 3 يونيو 2021. ونفذ إعدامه دون إبلاغ أسرته.

وفي خضم الانتقاد الدولي لسجلها الحقوقي المزري حاولت السلطات السعودية تلميع صورتها بإعلان بعض الإصلاحات في الأعوام الأخيرة لم تبلغ أدنى المستويات المطلوبة، في عام 2020، أصدرت السلطات أمرًا ملكيًّا عنوانه العريض إنهاء تطبيق حكم الإعدام تعزيرًا على الأحداث، ومضمونه ثغراتٌ تترك للقضاة منافذ عدة لفعل ذلك، بما في ذلك استبعاد الأحكام في القضايا المرفوعة بموجب قانون مكافحة الإرهاب كما في حالة الدرويش، ولاحقًا أصدرت لجنة حقوق الإنسان الرسمية في السعودية أنه "لن يتم إعدام أي شخص في السعودية على جريمة ارتكبت عندما كان قاصرًا"، الأمر الذي شكل وعدًا فارغًا إذ شهد عام 2021 تنفيذ ما مجموعه 30 عملية إعدام حتى الآن، متجاوزًا إعدامات عام 2020 بأكمله.

كانت السعودية لسنين طويلة، في موقع الصدارة بين الدول المطبّقة لحكم الإعدام، ولكن عام 2020 شهد انخفاضًا كبيرًا في عدد الإعدامات وقد أصدرت هيئة حقوق الإنسان بيانًا تصرح فيه أن ذلك ناتج عن مذكرة ملكية أرسلت للقضاء تقضي بمنع تطبيق حكم القتل في دعاوى تهريب المخدرات التي لا يدخل فيها العنف، ولكن هذه المذكرة لم تنشر رسميًّا.  

ولم يكن واضحًا إن كان هذا الانخفاض لمرة واحدة كردة فعلٍ مؤقتة لإرضاء الرأي العام العالمي أو أن هذا الانخفاض نتج عن آثار الجائحة، ومع إعدام الدرويش يبدو أن ذلك التقليل كان مؤقتًا وعادت الإعدامات للمشهد، وهناك ما لا يقل عن 40 محتجزا في السعودية ، بينهم قصّر ما زالوا عرضة لعقوبة الإعدام، تدعو القسط السلطات السعودية إلى وقف استخدام عقوبة الإعدام والعمل على إلغائها.

مشاركة المقال
الحكم بالسجن 23 عامًا على الكاريكاتير محمد الغامدي بسبب رسومه الكاريكاتورية وتغريدات لا وجود لها
في خطوة تعكس الاستمرار في قمع السلطات السعوديّة لحريّة التعبير، حكمت محكمة الاستئناف الجزائية المتخصصة على رسام الكاريكاتير محمد بن أحمد بن عيد آل هزاع الغامدي بالسجن لمدة 23 عامًا بسبب رسومه الكاريكاتورية.
يجب على السلطات السعوديّة وضع حدّ لإساءة استخدام التدابير الإداريّة والقضائيّة ضد المدافعين عن حقوق الإنسان المُفرج عنهم بمن فيهم لجين الهذلول
نحن، المنظّمات الموقّعة أدناه، ندعو السلطات السعوديّة إلى التوقف فورًا عن إساءة استخدام التدابير الإداريّة والقضائيّة ضدّ المدافعين عن حقوق الإنسان الذين أُفرج عنهم من السجن.
أكثر من 200 عملية إعدام في تسعة أشهر: المنظمات غير الحكومية تدين الاستخدام المتزايد لعقوبة الإعدام في السعودية
نحن، المنظمات الموقعة أدناه، نعبر عن قلقنا العميق إزاء تزايد عمليات الإعدام في السعودية. وفقًا لمعلومات من وكالة الأنباء السعودية، نفذت السلطات إعدام ما لا يقل عن 200 شخص خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024.