التقارير الواردة إلى القسط تفيد بازدياد كبير في انتشار الأمراض المعدية في سجون المملكة العربية السعودية، القسط سبق وأعدت عدد من التقارير والرسائل والفيديوهات لتغطية حالة السجون السعودية التي تتميز بالاكتظاظ الشديد وتنتشر فيها الأمراض المعدية والجريمة. وسبق ونشرت عن عدد من الحالات بما فيها حالات وفاة لأسباب مرضية أو جنائية، ومع هذا فإن السلطات السعودية لم تتخذ خطوات جادة لمعالجة هذه القضايا، سوى إعدادها لحملات إعلامية لتلميع حال السجون السعودية.
تقارير القسط التي أعدها عدد من المراقبين على الأرض أكدت خلال هذا الأسبوع وجود حالات متكررة وانتشار كبير للأمراض المعدية وخاصة الدرن والجرب، وقد أصيب عدد من العاملين في السجون بأمراض معدية، بما في ذلك عدد من مقدمي وجبات الطعام في سجن مكة العام، كما تم تحويل عشرات الحالات من سجن مكة العام إلى العزل بعد اكتشاف عدد من حالات الإصابة بمرض الدرن، علمًا بأن السجن يعاني من اكتظاظ شديد يساعد في انتشار الأمراض، وتكدس يصل إلى أن يتشارك النزلاء نفس الفرش، وأن ينام عشرات السجناء في الممرات وبين الأقسام.
وقد ورد للقسط أن عدد من الأهالي حاولوا جاهدين التواصل مع المسؤولين لضمان سلامة النزلاء، والكشف على جميع العنابر والأقسام المشتبهة ولكن دون جدوى، كما تم تشكيل لجنة من قبل إدارة السجون للتفتيش والتحقق من شكاوى الأهالي المتكررة، إلا أن اللجنة التي وصلت إلى سجن مكة لم تدخل إلى داخل العنابر، واكتفت بلقاء مسؤولي السجن، كما فعلت ذلك هيئة حقوق الإنسان.
إننا في القسط ندعوا إلى تشكيل لجنة طارئة لمعالجة الأمر، وأخذ هذه المخاطر على محمل الجد، وندعوا السلطات السعودية إلى تحمل المسؤولية وعدم التهاون في القيام بواجباتها وعدم تعريض حياة النزلاء والعاملين في السجون للخطر، وندعوها إلى الشفافية والكشف للأهالي والنزلاء والمجتمع عن حقيقة خطورة الوضع، كما ننبه إلى أن التقارير الإعلامية الواردة من جهات غير مستقلة لا قيمة لها، وأن تقييم وضع السجون يجب أن يصدر من جهات محايدة مستقلة تقوم بعملها بشفافية وبعيدًا عن ضغوط السلطات السعودية، وهذا ما لا يمكن حدوثه دون تحقق من مجتمع مدني حقيقي يقوم بهذه الواجبات.