تاريخ النشر: 16/05/2024

بينما يسافر وفد بريطاني قوامه 450 شخصًا إلى الرياض للمشاركة في معرض تجاري بريطاني-سعودي تقوده الحكومة، تحث القسط قادة الأعمال المشاركين على دراسة مسؤوليّاتهم المؤسّسيّة عن كثب لتجنّب التواطؤ في الانتهاكات على الأرض، ومن بينها الانتهاكات المرتكبة في سياق مشروع مدينة نيوم العملاقة، واستخدام نفوذهم للضغط من أجل اتخاذ تدابير عاجلة لحقوق الإنسان.

ويشهد حدث “Great Futures”، الذي سيُعقد في الفترة من 14 إلى 15 مايو، ترؤس نائب رئيس الوزراء البريطاني أوليفر داودن وفد يمثّل قطاعات من بينها المصارف والمؤسّسات الثقافيّة والجامعات، حيث تسعى السلطات البريطانيّة إلى تعزيز التجارة مع حليفتها السعوديّة، مستشهدة بالفرص الاقتصاديّة التي توفّرها رؤية 2030، التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والمشاريع العملاقة مثل مدينة نيوم.

ومع ذلك، في حين تسعى أحداث مثل “Great Futures” إلى تصوير السعوديّة على أنها منفتحة على العالم للأعمال التجاريّة، تواصل السلطات السعوديّة الدوس على أبسط حقوق الإنسان. وقد أظهر تقرير القسط الجانب المظلم من مشروع نيوم أنه من أجل المضي قدمًا في المشروع، ارتكبت السلطات السعوديّة مجموعة واسعة من انتهاكات حقوق الإنسان، من بينها تهجير القبائل المحليّة بصورة غير قانونيّة دون تقديم تعويض مناسب أو سكن بديل، وقمعت بعنف أفراد قبيلة الحويطات الذين عارضوا أو قاوموا بشكل سلمي الإخلاء. ومنذ مقتل المواطن المحلي عبد الرحيم الحويطي في مداهمة شنتها القوات الخاصّة على منزله في عام 2020، وثّقت القسط الاعتقالات التعسّفية والمحاكمات الجائرة لعشرات من أفراد القبيلة، الذين حُكم على العديد منهم بالسجن لفترات طويلة وحتى الإعدام.

كما وتماشيًا مع المبادئ التوجيهيّة للأمم المتحدة للأعمال التجاريّة وحقوق الإنسان، تحث القسط الشركات المشاركة في المعرض التجاري هذا الأسبوع على بذل العناية الواجبة بدقة لتجنّب التواطؤ في انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة التي ترتكبها السلطات السعوديّة، واستخدام النفوذ المتاح لها للحديث عن الانتهاكات الحقوقيّة.

وعلّق نائب المدير التنفيذي في القسط، جوشوا كوبر، قائلًا: "يجب على الشركات العاملة في مشروع مدينة نيوم، على سبيل المثال، أن تجعل مشاركتها مشروطة بإجراء تحقيق مستقل في الانتهاكات المصاحبة للمشروع، والإفراج عن الذين اعتُقلوا على خلفيّة احتجاجهم على الإخلاء القسري. وفي الوقت نفسه، يجب على الجامعات البريطانيّة تعليق الشراكات مع المؤسّسات السعوديّة حتى يتم الإفراج عن طالبة الدكتوراه في جامعة ليدز سلمى الشهاب من السجن".

وتحث القسط السلطات البريطانيّة على عدم التغاضي عن انتهاكات حقوق الإنسان الفظيعة في السعوديّة. ويجب على المملكة المتحدة أن تكتب التزامات واضحة بسيادة القانون وحقوق الإنسان في أهداف أي اتفاقيّة تجارة حرّة تتفاوض عليها مع السعوديّة ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى.

مشاركة المقال
المجتمع المدني يُطالب باتخاذ الإجراءات اللازمة قبيل انعقاد منتدى حوكمة الإنترنت
منظمات حقوق الإنسان المُوقّعة أدناه، نحثّ حكومة المملكة العربية السعودي على إطلاق سراح جميع المعتقلين الذين اعتقلتهم السلطات السعودية بسبب تعبيرهم عن آرائهم على الإنترنت قبل انعقاد منتدى حوكمة الإنترنت 2024 (IG
منح السعوديّة حقوق إستضافة كأس العالم 2034 يعرّض حياة الناس للخطر ويكشف عن التزامات الفيفا الفارغة في مجال حقوق الإنسان
إن تأكيد السعوديّة اليوم على استضافة كأس العالم للرجال 2034، على الرغم من المخاطر المعروفة والشديدة التي تهدّد السكّان المقيمين والعمّال المهاجرين والمشّجعين الزائرين على حد سواء، يمثل لحظة خطر كبير.
ملف الترشح السعودي لكأس العالم 2034 يترك خطرًا مباشرًا مفتوحًا لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان –إحاطة إعلامية جديدة من القسط
إنّ محاولات السعوديّة لاستضافة كأس العالم 2034 لكرة القدم للرجال لا ترقى إلى الحد الأدنى من معايير حقوق الإنسان الخاصة بالإتحاد الدولي لكرة القدم، وتترك المجال مفتوحًا على مصراعيه لخطر حدوث الانتهاكات.