تاريخ النشر: 26/06/2024

(بيروت، 25 يونيو 2024_) -- قالت كل من القسط لحقوق الإنسان وهيومن رايتس ووتش اليوم، إنه يتعيّن على الحوار التفاعلي مع المقرر الخاص المعني بحقوق المهاجرين في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الذي عُقد في 25 يونيو 2024 إدانة حالة حقوق المهاجرين في السعوديّة والدعوة إلى اتخاذ إجراءات فوريّة.

كما يتطلّب الوضع الذي يواجهه العمال المهاجرين في المملكة، وخاصة عمّال البناء والعمّال المنزليين، بالإضافة إلى عمليّات قتل المهاجرين وطالبي اللجوء على الحدود اليمنيّة السعوديّة على أيدي حرس الحدود السعوديّين، اهتمامًا عاجلًا وإجراءات فوريّة.

وأضافت المنظّمتان أنّ السلطات السعوديّة تستخدم "المشاريع الضخمة" مثل مشروع مدينة نيوم العملاقة ومحاولتها استضافة كأس العالم 2034 لكرة القدم لصرف الانتباه عن الانتقادات الموجّهة لسجل البلاد الحقوقي ولتجميل صورتها كدولة ترتكب انتهاكات متفشّية.

وتعتمد هذه المشاريع على استغلال حقوق العمّال المهاجرين وانتهاكها بموجب نظام الكفالة المسيء، والذي يربط العمّال بكفلائهم للحصول على إقامتهم وتصاريح عملهم. كما يشكّل العمال المهاجرون ما يقارب 80 بالمئة من القوى العاملة في القطاع الخاص في السعوديّة. وعلى الرغم من الإصلاحات، لا يزال أصحاب العمل يسيطرون بشكل غير متناسب على العمّال، بما في ذلك ما إذا كان بإمكانهم تغيير وظائفهم.

في ظلّ هذه الظروف، لا يزال العمّال عرضة لانتهاكات واسعة النطاق تشمل استبدال العقود، ورسوم توظيف باهظة، وعدم دفع الأجور، ومصادرة جوازات السفر من قبل أصحاب العمل، والسخرة. كما تواصل السعوديّة استخدام حظر العمل في الهواء الطلق في منتصف النهار بناءً على التقويم كإجراء رئيسي للوقاية من الحرّ على الرغم من ورود أدلّة تفيد بعدم فعاليّته في حماية العمّال.

وعند وفاة العمّال في المملكة، لا يتم التحقيق في وفاتهم بشكل صحيح، ولا يتم تعويض العائلات الحزينة حيث يتم تصنيف معظم الوفيّات على أنها غير مرتبطة بالعمل. كما وردت تقارير متكرّرة عن عدم دفع الرواتب لشهور متواصلة.

كما قامت السلطات السعوديّة بقتل عشرات المهاجرين الإثيوبيّين على الحدود السعودية اليمنيّة بين مارس 2022 ويونيو 2023.  ووجدت هيومن رايتس ووتش حالات متعددة استخدم فيها حرس الحدود السعوديّون أسلحة ضدّ المهاجرين وطالبي اللجوء الذين يحاولون العبور من اليمن إلى السعوديّة، مما أدى إلى مئات القتلى والإصابات.  وتُعدّ هذه الأعمال العنيفة ضد المهاجرين انتهاكات خطيرة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني وقد ترقى إلى جرائم ضدّ الإنسانيّة.

وقد قالت القسط وهيومن رايتس ووتش أنه يجب على السلطات السعوديّة اتخاذ الإجراءات التاليّة:

  • تفكيك نظام الكفالة، بما في ذلك إلغاء شرط حصول العمّال على تصريح خروج قبل مغادرة البلاد.
  • مواءمة التشريعات السعوديّة الخاصّة بالعمّال المنزليّين مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان، بما في ذلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والحق في حريّة التنقّل؛
  • إلزام الشركات التي تفكّر في ممارسة الأعمال التجاريّة في السعوديّة بإجراء تقييمات عناية واجبة قويّة لحقوق الإنسان وضمان حماية حقوق العمّال المهاجرين؛
  • تنفيذ التوصيات الصادرة في الاستعراض الدوري الشامل للسعوديّة لحالة حقوق الإنسان في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة من خلال المصادقة على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنيّة والسياسيّة والاتفاقيّة الدوليّة لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم؛
  • إجراء تحقيق فوري في عمليّات قتل المهاجرين على الحدود اليمنيّة السعوديّة.

كما وقالت المنظمتان أنّه يجب على المجتمع الدولي معالجة انتهاكات حقوق الإنسان المستمرة في السعوديّة من خلال حث سلطات البلاد على التقيّد بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان بحماية حقوق المهاجرين داخل البلاد وعلى حدودها.

مشاركة المقال
الاختراقات والرقابة عبر الإنترنت تلطّخ منتدى الأمم المتحدة لحوكمة الإنترنت في الرياض
تأكّدت هذا الأسبوع مخاوف بشأن ملاءمة استضافة السعوديّة لمنتدى حوكمة الإنترنت لعام 2024 (IGF)، حيث تم اختراق جلستي نقاش تناولتا قضايا حقوق الإنسان وتم حذف محتواهما لفترة وجيزة من موقع المنتدى.
المجتمع المدني يُطالب باتخاذ الإجراءات اللازمة قبيل انعقاد منتدى حوكمة الإنترنت
منظمات حقوق الإنسان المُوقّعة أدناه، نحثّ حكومة المملكة العربية السعودي على إطلاق سراح جميع المعتقلين الذين اعتقلتهم السلطات السعودية بسبب تعبيرهم عن آرائهم على الإنترنت قبل انعقاد منتدى حوكمة الإنترنت 2024 (IG
منح السعوديّة حقوق إستضافة كأس العالم 2034 يعرّض حياة الناس للخطر ويكشف عن التزامات الفيفا الفارغة في مجال حقوق الإنسان
إن تأكيد السعوديّة اليوم على استضافة كأس العالم للرجال 2034، على الرغم من المخاطر المعروفة والشديدة التي تهدّد السكّان المقيمين والعمّال المهاجرين والمشّجعين الزائرين على حد سواء، يمثل لحظة خطر كبير.