تحديث
نشرت القسط في 21 يناير 2019 بيانًا عن خمسة أشخاص اختفوا قسريًا دون معرفة أي شيء عن مصيرهم، وكان من بين الخمسة؛ الحاج السوري خالد عبدالعزيز، الذي علمت القسط مؤخرًا بوجوده في سجن الحائر السياسي بالرياض وتمكن أحد أقاربه من رؤيته مع استمرار منعه من الزيارة والاتصال باستثناء زيارة وحيدة.وقد اعتادت السلطات السعودية على اخفاء بعض المعتقلين لفترات متفاوتة، وخاصة في أولى أيام اعتقالهم، وقد تتفاوت مدة الاختفاء القسري بناء على مطالبات الأسر والأهالي وسؤالهم عن الضحية أو عدمها، وبناء أيضًا على تردد اسم الضحية إعلاميا أو عبر المنظمات وهيئات الأمم المتحدة، وغالبا ما يكون الاختفاء أطول إذا لم يتم السؤال عن الضحية، وهناك عدد من المختفين الذين لم تتمكن القسط من رفع قضايا اختفائهم بسبب عدم توفر المعلومات الكافية للقضايا، إلا أن خمس حالات وثقتها القسط وقامت برفع قضايا الاختفاء حولها مؤخرًا، وهي، للحاج السوري خالد محمد عبد العزيز، والداعية سليمان الدويش، والكاتبين الصحفيين مروان المريسي وتركي الجاسر، والناشط في المجال الإنساني عبد الرحمن السدحان.
القسط علمت مؤخرًا بأن خالد متواجد في سجن الحائر السياسي وأنه ممنوع من الزيارة ومن التواصل الخارجي بشكل كامل، إلا أن السلطات وبعد رسائل من مجلس حقوق الإنسان في جنيف سمحت لأحد أقاربه بزيارته والاطمئنان بأنه لازال على قيد الحياة، ولا تستطيع القسط في هذه المرحلة أن تكشف أكثر عن سبب الاعتقال وطريقته وكذلك الانتهاكات الأخرى.
في 26 أغسطس 2017 سافر خالد محمد عبد العزيز، ذو 41 عام، إلى مكة المكرمة قادمًا من تركيا برفقة والدته خديجة بقصد الحج، وبعد انتهاء مراسم الحج سافر خالد ووالدته مع الحملة إلى زيارة المدينة المنورة، وفي يوم 11 سبتمبر 2017 أخبر خالد والدته برغبته العودة إلى مكة لزيارة الحرم المكي مرة أخرى، وفي اليوم التالي 12 فقدت خديجة الاتصال بابنها وقامت بإبلاغ مشرف الحملة ليؤكد لها بأن خالد بخير وأن عليها ألا تقلق، ولم يستجب لبلاغاتها حتى حان موعد مغادرة السعودية في 15 سبتمبر 2017، وفي مطار المدينة المنورة قامت الجهات السعودية المسؤولة بتأخير الحملة بسبب تغيب خالد، حينها حاول المشرف إقناع الجهات المسؤولة في المطار بأن خالد مريض ثم قام بتسليمه للجهات المسؤولة في المطار لتغادر الحملة من المدينة المنورة إلى تركيا بما فيها السيدة خديجة والدة خالد، وقد تواصلت أسرة خالد مع السلطات السعودية عدة مرات عبر سفارة السعودية في تركيا، وفي لندن، وبالاتصال بوزارة الحج ووزارة الداخلية، وعبر شؤون الحجاج التابعة للائتلاف الوطني لقوى الثورة الذين راسلوا بدورهم وزارة الحج السعودية، وتلقت أسرة خالد زيارة منزلية في اسطنبول من قبل أحد موظفي القنصلية السعودية في اسطنبول والذي قال للعائلة “خالد حي يرزق، عايش وياكل ويشرب”، دون أن يعطي أي معلومات إضافية، ليكون يوم 12 سبتمبر 2017 هو آخر يوم يعلمون فيه عن خالد حتى تمت معرفة مكان تواجده وحالته مؤخرًا في نهاية أبريل 2019.
وتؤكد القسط أن مروان المريسي وتركي الجاسر وعبدالرحمن السدحان وسليمان الدويش لا يزالون مختفون قسريًا دون أن تصدر السلطات أي معلومات بشأنهم، ودون أن تسمح لهم بالاتصال أو الزيارة منذ اعتقالهم حتى الآن، مما يثير مخاوف متعددة حول سلامتهم ومصيرهم.
القسط تدعو للضغط على السلطات السعودية من أجل الكشف فورًا عن حال جميع المختفين قسريًا، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع من تعتقلهم تعسفيًا من أجل آرائهم، وعليها الالتزام بما جاء الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري 1992، والانضمام للاتفاقية حيث أنها لم تنضم لها من قبل.